قال : في يد عبيد الله بن زياد محبوسا بالكوفة.
فقال : كيف ولّي أمر أبيه وهو محبوس؟
فقالوا له : روينا انّه خرج وهم لا يعلمون حتى ولّي أمر أبيه ثم انصرف الى موضعه.
فقال الرضا عليه السّلام : ان يكن هذا أمكن علي بن الحسين وهو معتقل ، فقد يمكن صاحب هذا الأمر وهو غير معتقل ان يأتي بغداد فيتولى أمر أبيه وينصرف وليس هو بمحبوس ولا بمأسور.
فقال له ابن أبي حمزة : فانّا روينا ان الامام لا يمضي حتى يرى عقبه. فقال له الرضا عليه السّلام : أما رويتم في هذا الحديث بعينه «إلّا القائم».
قالوا : لا.
قال الرضا : بلى ، قد رويتموه وأنتم لا تدرون لم قيل ولا ما معناه.
قال ابن أبي حمزة : ان هذا لفي الحديث.
فقال له الرضا عليه السّلام : ويحك كيف تجرأت أن تحتج عليّ بشيء تدمج بعضه؟
ثم قال عليه السّلام : ان الله تعالى سيريني عقبي إن شاء الله.
ثم قال لعليّ بن أبي حمزة : يا شيخ اتق الله عز وجل ولا تكن من الصدادين عن دين الله.
وعنه عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نصر قال : سألت الرضا عليه السّلام بأي شيء يعرف الامام بعد الامام؟
فقال : بعلامات ؛ منها : أن يكون أكبر ولد أبيه ويكون فيه الفضل واذا قدم الركب المدينة سأل الى من أوصى فلان فيقولون الى فلان والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور مع الامامة كيف دار.
وعنه عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال : لما كان في السنة التي بطش فيها هارون بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد وابنه الفضل ونزل بالبرامكة النوازل كان الرضا عليه السّلام واقفا بعرفات يدعو ثم طأطأ برأسه حتى كادت جبهته تصيب قادمة الرجل ثم رفع رأسه.