وقد نقل ابن شبة أنه كان ثلاثة أذرع ؛ فهذا مؤيد لما قدمناه من حدوث التغيير في الجدار الشرقي الداخل ، ورؤيته تقضي بذلك دون بقية الجدران.
ووجدنا بين جدار البيت القبلي والجدار الظاهر القبلي فضاء مختلفا أيضا كالزقاق الرقيق ؛ فأوله من جهة الشرق نحو ذراع اليد ، فإذا قرب من الوجه الشريف تضايق بحيث يصير نحو شبر ثم أقل من ذلك إلى ملتقى الحائطين في جهة المغرب ، وهذا الفضاء لا يمكن المرور فيه ؛ لأن الأسطوانة التي في البناء الظاهر عند مواجهة مواقف الزائر لسيدنا عمر رضياللهعنه بعضها بارز في الفضاء المذكور ، وفي محاذاتها بناء بنحو عرضها قد سدّ ما بين الجدارين من الفضاء ، وكأنه جعل لإدعام الجدار من أجل الانشقاق الآتي ذكره ، أو لمنع المرور هناك ، جزى الله فاعله خيرا!