ومنها : أن عمر بن عبد العزيز فعله في بنيانه للوليد ولم ينكر عليه.
قلت : ولم أره في تأليف أيضا.
ومنها : أنه روي أن سليمان بن داود عليهالسلام بنى مسجد بيت المقدس ، وبالغ في زينته وتعليق القناديل فيه ، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ.
قلت : لم ينقل تعليق داود عليهالسلام لقناديل الذهب به ، ولو صح ذلك فالناسخ في شرعنا تحريم الآنية ، وهذا آنية ، وما تقدم عن السبكي في كونه ليس بانية ممنوع.
ومنها : ما رواه الثعلبي في حديث إتيان المساجد يوم القيامة ، وفيه «وأئمتها يسوقونها ، وعمارها ومزينوها ومحلوها متعلقون بها» الحديث.
قلت : أخذ ذلك من رواية القرطبي عن الثعلبي ، كما رأيته في بعض النسخ ، وقد راجعت القرطبي أيضا في ذلك فرأيته روى الحديث المذكور من طريق الثعلبي ، وليس فيه «ومزينوها ومحلوها» بل لفظه «وعمارها متعلقون بها».
ومنها : ما رواه سعيد بن ربان ـ بالموحدة المشددة ـ قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبي هند قال : حمل تميم يعني الداري من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا وقنديلا أو قنديلين من الذهب ، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك ليلة الجمعة ، فأمر غلاما يقال له أبو البراد ، فقام فبسط المقط وعلق القناديل ، وصب فيها الماء والزيت ، وجعل فيها الفتل ، فلما غربت الشمس أمر البراد فأسرجها ، وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المسجد ، فإذا هو بها تزهر ، فقال : من فعل هذا؟ قالوا : تميم الداري يا رسول الله ، فقال : نورت الإسلام ، وحليت مسجده ، نور الله عليك في الدنيا والآخرة! ـ الحديث.
قلت : قد أخذ ذلك من تفسير القرطبي ، كما رأيته في بعض النسخ ، وفي بعضها إسقاط عروة للقرطبي ، وقد راجعت تفسير القرطبي فرأيته أورد الحديث المذكور بحروفه ، وليس فيه قوله «وقنديلا أو قنديلين من الذهب» ولا قوله «وحليت مسجده».
ومنها : ما روي أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه لما دخل الشام تلقاه معاوية بعساكر وجنود كثيرة وخيول مسومة وأسلحة مخوصة بالذهب والفضة ولبوس الحرير والديباج وزينة حسنة كزينة فارس والروم ، فقال عمر : ما هذا يا معاوية؟ وما هذه الزينة والفخار؟ لقد أتيت أمرا إمرا وارتقيت مرتقى صعبا ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا غيظ كفارنا ، ومقهرة لأعدائنا ، وإن فرائصهم لترتعد ، وإن قوائمهم لتخور من ذلك ، وإنا لنجد بذلك المظهر عليهم والذلة والصغار فيهم ، وأشربوا في قلوبهم الرعب حين يرون مساجدنا محلاة بالذهب وسقوفها منقطة بقناديل الذهب ـ الخبر ، وفيه أن عمر سكت عنه.
قلت : الخبر ذكره المؤرخون ، ومثله لا تقوم الحجة به ، ولم أر فيه الزيادة المتعلقة بتحلية