والجريد ، وبيضه بالقصة ، وقدر زيد بن ثابت أساطينه فجعلها على قدر النخل ، وجعل فيه طيقان مما يلي المشرق والمغرب ، وذلك قبل أن يقتل بأربع سنين ، وزاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا.
وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال : زاد عثمان في المسجد قبل أن يقتل بأربع سنين فزاد من القبلة ، فوضع جداره على حد المقصورة اليوم ، وزاد فيه من المغرب أسطوانا بعد المربعة ، وزاد فيه من الشام خمسين ذراعا ، ولم يزد من المشرق شيئا ، وزعم المطري وتبعه المراغي أن المراد بهذه المربعة المربعة المتقدم وصفها في تحديد المسجد النبوي في زيادة عمر رضياللهعنه ، وهي الأولى من المربعتين اللتين يليان القبلة في صف الأسطوان الرابع من المنبر في جهة المغرب ، وجعلا نهاية زيادة عثمان إلى الأسطوانة التي تليها في المغرب المقابلة للطراز المتقدم وصفه ، فقالا : أراد بالمربعة الأسطوانة التي تليها في المغرب التي في القبلة التي رفع أسفلها مربعا قدر الجلسة ، وهي منتهى زيادة عثمان من المغرب ، وقبالة الأسطوانة التي زادها عثمان في الحائط القبلي طرازا آخر من العصابة السفلى إلى سقف المسجد ، وهو حد زيادة عثمان ، انتهى.
ومحصله أن زيادة عثمان هي الرواق الكائن بين الأسطوانتين المذكورتين ، ولم أر من سبقهما لذلك ، وقد قدمنا في تحديد المسجد النبوي ما يقتضي أن الطراز المذكور في موازاة حد المسجد النبوي على الراجح ، وأن زيادة عمر وعثمان رضياللهعنهما من بعد ذلك في جهة المغرب ، وأن عمر رضياللهعنه جعل المشرق إلى المغرب مائة وعشرين ذراعا ، وأن من المربعة التي ذكرا أنها نهاية زيادته إلى الحجرة الشريفة ينقص عن تسعين ذراعا ، وإلى محاذاة الطراز نحو المائة ؛ فيبقى لعمر في جهة المغرب بعد الطراز رواقان آخران ؛ فيكون نهاية المسجد في زمنه الأسطوانة السابعة من المنبر ، وفي صف السابعة من المنبر أسطوان أسفله مربع لكنه ليس مرتفعا عن الأرض بقدر الجلسة ، بل تربيعه على وجه الأرض ، وقد زال تربيعه في العمارة الحادثة بعد الحريق الثاني ، وليس هو في صف الأساطين التي تلي القبلة ، بل في صف الأساطين التي خلف محراب الحنفية ؛ فالظاهر أن هذه المربعة هي المرادة هنا ؛ فيكون لعثمان رضياللهعنه في جهة المغرب الرواق الذي بعدها ؛ فيكون نهاية المسجد في زمانه الأسطوانة الثامنة من المنبر في جهة المغرب ، ويدل على صحة ذلك ما سيأتي أن الوليد زاد بعد عثمان رضياللهعنه في جهة المغرب أسطوانين ، ولم يزد أحد بعد الوليد في جهة المغرب شيئا ، والباقي من الأسطوانة الثامنة من المنبر أسطوانتان فقط في جهة المغرب ، فهما زيادة الوليد ، وهناك أسطوان مربعة مرتفعة قدر الجلسة أيضا أمام الأسطوانة بوجاه الداخل من باب السلام ، الظاهر أنها جعلت علامة لنهاية زيادة عثمان رضياللهعنه ، وابتداء زيادة