أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، نا سليمان البهراني (٢) ، عن أبي جنادة ، عن جنادة بن مروان ، عن أبيه قال : قدم عبد الملك حمص ، فأمر بإسحاق بن الأشعث فضربت عنقه صبرا ، فتكلم أهل حمص ، فبلغه ، فنادى : الصلاة جامعة ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما حديث بلغني عنكم يا أهل الكويفة؟ قال : فقام إليه عبد الرّحمن بن ذي الكلاع ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لسنا بأهل الكويفة ، ولكنّا أهل الكوفة الذين قاتلنا معك مصعب بن الزبير ، وأنت تقول يومئذ : والله يا أهل حمص لأواسينّكم ولو بما ترك مروان ، وعليك يومئذ قباؤك الأصفر ، قال : وأخرج إليه رجل من مجلس ميتم (٣) ساعدا له نحيفة ، فقال : يا أمير المؤمنين اعزل عنا سفيهك يحيى بن الحكم وإلّا بعثنا إليك بأكثره شعرا ، فلما قضى خطبته التفت إلى يحيى بن الحكم فقال : ارتحل عن جوار القوم ، فقد سمعت ما قال الفائشي (٤).
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (٥) : قال هشام بن محمّد ، قال أبو مخنف : حدّثني أبو جعفر العبسي عن أبي عمارة العبسي قال : قال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم :
لهام بجنب الطّفّ أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل |
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل (٦) |
قرأت بخط أبي الحسين الميداني ـ في سماعه من أبي سليمان بن زبر ـ أنا أبي ، أنا محمّد بن عبد السّلام ، نا العتبي ، عن أبيه.
أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج : كيف أنت والنساء؟ أحريص جاهد أنت ، أو مستبق قادر؟ وعليك بذوات الدلّ منهن ، وقليل ما هن ، وكيف لنا بمثل الذي يقول فيها يحيى بن الحكم : (٧)
__________________
(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
(٢) هو سليمان بن عبد الحميد البهراني ، أبو أيوب الحمصي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٠٥.
(٣) هو ميتم بن سعد بن عوف ، بطن في ذي الكلاع.
(٤) هذه النسبة إلى فايش ، قال السمعاني : وظني أنه بطن من همدان.
(٥) الخبر والبيتان في تاريخ الطبري ٥ / ٤٦٠.
(٦) في البيت إقواء.
(٧) البيتان في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٥٣٧.