أخبرنا أبو القاسم (١) زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا زكريا بن يحيى بن أبان ، نا محمّد بن سوار العنبري ، نا أبو عاصم العبّاداني ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس قال :
كنا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل؟ ذكرنا نوحا وطول عبادته ربّه عزوجل ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى مكلم الله ، وذكرنا عيسى بن مريم ، وذكرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلنا : رسول (٢) الله صلىاللهعليهوسلم أفضل ، بعثه الله إلى الناس كافة ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر ، وهو خاتم الأنبياء ، قال : فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «ما تذاكرون بينكم؟» قلنا : يا رسول الله تذاكرنا فضائل الأنبياء أيّهم أفضل؟ قال : فذكرنا نوحا وطول عبادته ربّه ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى مكلم الله ، وذكرنا عيسى بن مريم ، قال : «فمن فضّلتم؟» قلنا : [فضّلناك](٣) يا رسول الله ، بعثك الله إلى الناس كافة ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ، وأنت خاتم الأنبياء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا» ، فقلنا : يا رسول الله ، ومن أين ذلك؟ قال : «أما سمعتم الله حيث وصفه في القرآن : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) ، (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، قرأ زكريا بن يحيى بن أبان إلى قوله : (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(٤)(مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(٥) لم يعمل سيئة قط ، ولم يهمّ بها.
قال أبو بكر : ليس هذا الإسناد من شرطنا ولكن أوردته لاحتجاجنا في هذا الموضع.
أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو شيبة (٦) عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم الخوارزمي ، نا عمرو بن علي ، نا أبو عاصم العبّاداني ، نا علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عبّاس قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أبو بكر ، تحريف.
(٢) بالأصل : «فرسول» والمثبت عن م ، و «ز».
(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز» ، للإيضاح.
(٤) سورة مريم ، الآيات من ١٢ إلى ١٥.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : شعبة.