كنا جلوسا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء ، أيهم أفضل؟ فذكرنا نوحا وطول عبادته ، وذكرنا إبراهيم خليل الله ، وذكرنا موسى كليم الله ، وذكرنا ابن مريم (١) روح الله ، وذكرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبينا نحن كذلك إذ خرج (٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما كنتم تذكرون بينكم؟» قلنا : يا رسول الله ، كنا نذكر فضائل الأنبياء أيّهم أفضل؟ فذكرنا نوحا وطول عبادته ، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن ، وذكرنا موسى ، وذكرنا عيسى ، وذكرناك أنت يا رسول الله ، قال : «فمن فضّلتم؟» قلنا : فضّلناك يا رسول الله ، بعثك الله إلى الناس كافة ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك ، وما تأخّر ، وأنت خاتم الأنبياء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا» قلنا : يا رسول الله ، ومن أين ذلك؟ قال : «أما سمعتم كيف وصفه الله في كتابه فقال : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) وقال (٣) : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) ولم (٤) يعمل سيئة قط ، ولم يهمّ بها» [١٣١٠٤].
قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث يوسف بن مهران عن ابن عبّاس ، تفرّد به علي بن زيد بن جدعان.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا عيسى بن أحمد البلخي ، نا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج على أصحابه يوما وهم يتذاكرون فضل الأنبياء ، فقال قائل : موسى كلم الله تكليما ، وقائل يقول : عيسى روح الله وكلمته ، وقائل يقول : إبراهيم خليل الله ، فخرج النبي صلىاللهعليهوسلم وهم يذكرون ذلك فقال : «أين الشهيد ، أين الشهيد ، يلبس الوبر ، ويأكل الشجر مخافة الذنب» [١٣١٠٥].
قال ابن وهب : يريد يحيى بن زكريا ، هذا مرسل.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن
__________________
(١) كذا بالأصل وم : «ابن مريم» وفي «ز» : عيسى.
(٢) لفظتا : «إذ خرج» استدركتا على هامش «ز».
(٣) بالأصل وم : «إلى قوله» خطأ فالآيات المذكورة قبل وبعد من سورتين مختلفتين. والمثبت : «وقال» عن «ز».
(٤) بالأصل وم : «ومن لم» والمثبت «ولم» عن «ز».