بعد حرب شديد (١) ، وزحوف ومواقف ، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض ، وانكبّوا عليه ، فاحتزوا رأسه ، فأنفذه سالم إلى نصر ، فأنفذه نصر إلى هشام بن عبد الملك ، فوصل إليه وهو بالرّصافة ، وصلبت جثته بجوزجان ، فلم يزل مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم فأمر بجسده فأنزل ووري بعد أن تولى هو الصلاة عليه ، وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها ، وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان ، وأمر أهل مرو ففعلوا مثل ذلك وكثيرا من كور خراسان ، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلّا سمّي يحيى.
قال : وقال أبو مسلم لمرار بن أنس : يا مرار ، إنه لم يبق من قتلة يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلّا سورة بن محمّد الكندي ، وهو شجى في لهاتي ، وكان سورة من فرسان الكرماني ، قال : فمضى إليه مرار (٢) فقتله ، فقال له أبو مسلم : يا مرار اليوم ساغ لي الشراب ، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية ، فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله ، فمن كان حيا قتله ، ومن كان ميتا خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوؤه ، فهذا حديث الخضر بن أبان.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، عن أبي الفتح الزاهد ، عن أبي خازم (٣) محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن مروان الرملي ، نا الوليد بن طلحة ، نا ضمرة بن ربيعة قال : قتل يحيى بن زيد بخراسان في ولاية الوليد بن يزيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث.
ح وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن جعفر النّخالي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الحضرمي ، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، نا يحيى بن بكير المخزومي ، نا الليث بن سعد قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» : «شديد» بتذكير الحرب ، وقد قيلت. راجع اللسان : حرب.
(٢) بالأصل : مرارا.
(٣) الأصل ، و «ز» ، وم : حازم.