قالت عائشة : سأل أناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الكهّان؟ فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليسوا بشيء» قالوا : يا رسول الله ، فإنهم يحدّثون أحيانا بالشيء يكون حقا ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تلك الكلمة من الحقّ يخطفها الجن فيقرّها في أذن وليّه قرّ الدجاجة ، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة» [١٣١٥٤].
ووفد على عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، نا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : قوله : فيقرّها ، القاف مضمومة ، والراء غير معجمة ، معناه الصب ، يقال : قرّت الحمامة فرخها إذا صبّت في حلقه ، ويقال : قرّ عليه دلوا من ماء ، إذا صبّها عليه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا محمّد بن الفتح القلانسي ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح ، نا الهيثم بن عدي قال : أنبأني هشام بن عروة ، عن أخيه يحيى بن عروة ، عن أبيه عروة ، عن أم المؤمنين عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد اجتمع عنده نساؤه ليخصني بذلك : «أنا لك يا عائشة كأبي زرع لأم زرع» قلت : يا رسول الله ، ومن أبو زرع؟ فقال : «اجتمع نسوة من قريش بمكة ، إحدى عشرة امرأة» ، وساق الحديث بطوله.
قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة ، عن أخيه يحيى بن عروة ، عن أبيه ، تفرّد به الهيثم بن عدي الطائي عن هشام.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (١) : وحدّثني مصعب بن عثمان ، قال :
وفد يحيى بن عروة على عبد الملك بن مروان ، فجلس ببابه ، فسمع حاجب عبد الملك يتناول من ابن الزّبير ، فضرب يحيى وجه الحاجب فأدماه ، فدخل الحاجب على عبد الملك ، فقال : من فعل بك؟ قال : يحيى بن عروة ، فقال : أدخله ، فأدخله ، وقد استوى عبد الملك على فراشه ، فقال ليحيى : ما حملك على ما صنعت بحاجبي؟ فقال له يحيى :
__________________
(١) رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٥ ـ ١٧٦.