أبو الحسن بن الزعفراني ، نا أبو العباس بن واصل المقرئ قال : سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الصيرفي قال : رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه ، فقال له : ما فعل بك ربّك؟ قال : وقفت بين يديه ، فقال لي : سؤة لك يا شيخ ، فقلت : يا ربّ إن رسولك قال إنّك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذّبهم ، وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض ، فقال لي : صدق رسولي ، فقد عفوت عنك.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول (١) : سمعت أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد المزكي ، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد الأديب ، نا الفضل بن صدقة ، حدّثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن سعد (٢) ، قال :
كان يحيى بن أكثم القاضي صديقا لي ، وكان يودّني وأودّه ، فمات يحيى فكنت أشتهي أن أراه في المنام ، فأقول : ما فعل الله بك ، فرأيته ليلة في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي إلّا أنه قال : وبّخني ، ثم قال لي : يا يحيى خلطت عليّ في دار الدنيا ، فقلت : أي ربّ ، اتكلت على حديث حدّثني أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنك قلت : [إني](٣) لأستحي أن أعذّب ذا شيبة بالنار (٤) ، فقال : قد عفوت عنك يا يحيى ، وصدق نبيي صلىاللهعليهوسلم ، إلّا أنك خلطت علي في [دار](٥) الدنيا [١٣٠٥٦].
أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا عبد الوهّاب بن عبد الله ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي البردعي الصوفي ، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الورّاق ـ ببغداد ـ نا أبي ، قال : سمعت علي بن هارون الزاهد يقول : رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له : ألست يحيى بن أكثم؟ قال : نعم ، قلت : فما صنع بك ربّك؟ قال : وقفت بين يدي ربي تبارك وتعالى فقال لي : لأعذبنّك يا يحيى ، فقلت : ما هكذا بلغني عنك يا ربّ ، ولا حدّثت عنك ، قال : وما الذي بلغك عنّي ، قلت : حدّثني
__________________
(١) الخبر في الرسالة القشيرية ص ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الرسالة القشيرية : أبو عبد الله الحسين بن سعيد.
(٣) سقطت من الأصل ، وزيدت عن م والرسالة القشيرية.
(٤) كنز العمال ١٥ / ٦٧١.
(٥) سقطت من الأصل وم ، وزيدت عن الرسالة القشيرية.