من العرب الأوائل إلى اليمنيين ، ومن اليمنيين إلى عرب الجاهلية. صحيح أن هذا العالم مثله مثل العالم اليهودي من قبل ، كان هامشيا بالنظر لمراكز القوة في الشرق ، وربما أضفى لذلك حرمانه على السماء ، فصعّد هذه القوة الشرقية ليضعها بعد ذلك بين يدى الله (١). ثم أعادها إلى الأرض لكي يعيد صوغ مدينته الأرضية انطلاقا من تلك السماء وذلك في الأماكن نفسها ، غير البعيدة من بابل وآشور والمدائن ، حيث امتدّ طويلا ودام كبرياء الامبراطورية.
__________________
(١) لقد فهم ماكس فيبر جيدا هذا الإشكال. انظر : Max Weber, Sociologie de la Religion, in Economie et. Socie ? te ? , I, p. ٦٤٤.