اكتسبت الكوفة وجهها الحقيقي في العصر الأموي ، وجه المدينة التي تشكلت بشكل ورثته عن أول بادرة للتخطيط. هذا ولم تتسرب إلا أشياء قليلة جدا من العصر السابق الذي دام عشرين سنة بعد موت عمر (١). المعلوم أن الضغط الديمغرافي قد استفحل أمره وأن المدينة ـ المعسكر عاشت فترة من الغليان والاضطراب (٢) ، فشاركت مشاركة نشيطة في مقتل عثمان وفي معركتين عظيمتين هما وقعة الجمل ووقعة صفين. لكن لا شيء أو تقريبا لا شيء يمكن استشفافه في المستوى المدني.
وخلافا لذلك ، فقد تشكل القصر والجامع بشكلهما النهائي ، خلال ولاية المغيرة وإمارة زياد. هذا أمر ثابت بالنسبة للقصر بحيث إن إعادة بنائه خلال العصر العباسي لم تكن في واقع الأمر سوى عملية تجميلية أو ترميمية. وقد أكد علم الآثار الأمر ، مميزا بالخصوص فترتين في خلال العصر الأموي (٣) ، بحيث يبدو أن الكوفة قد تطورت على مرحلتين متواليتين قبل سنة ١٠٠ وبعدها (٤). كما يمكن أن نتساءل عما إذا كان القرن الطويل الممتد من سنة ٤٠ ه. إلى ١٥٥ من الهجرة ـ وهو تاريخ إقامة الخندق والحزام (٥) ـ
__________________
(١) راجع بحثنا : H.Djai ? t ,art.cit.,p.٨٤١ ff وart» Ku fa «,E.I. / ٢. بخصوص الأخبار القليلة عن الطوبوغرافيا. كما توجد معلومات متفرقة في تاريخ الطبري ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ مثلا ، وج ٥ ، ص ٦٠ و ٦١ و ٨٣ و ٩١.
(٢) الطبري ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ وما بعدها ؛M. Minds» Ku ran political; Shaban, Ouvr, cit., pp. ٠٦ ـ ٨٧ alignements and their background in the mid ـ seventh century A. D «. International Journal of Middle Eastern Studies, ٢) ١٧٩١ (, pp. ٥٤٣ ـ ٧٦٣.
(٣) M. A. Mustafa,» Preliminary report on the excavations in Ku fa during the third, Season «Sumer, ٣٦٩١, p. ٧٣ ff.
(٤) Ibid.,p.٧٥.
(٥) الطبري ، ج ٨ ، ص ٤٦ ؛ البلاذري ، فتوح البلدان ، ص ٢٨٧ ، لم يذكر سوى الخندق.