تحتمي به. فكان سور الكوفة الحقيقي الخندق ـ القنال ، أي ما عرف بالخندق. وقد أشار إليه الطبري عند حديثه عن ثورة شقيق أبي السرايا سنة ٢٠٢ ه (١). ومن نتف الأخبار التي يمكن اقتباسها من هذا الحدث يتبين أن الربض كان موجودا بالخارج ، وهو ربض عيسى بن موسى ، وكذلك الكناسة التي أصبحت ربضا مبنيّا. وبذلك فقد أحاط السور (٢) «بالمدينة» أي بالمركز والخطط ، وحدودها القديمة التي أمحت (٣) وتحولت إلى أحياء حضرية مع ما تبقى من الجبانات. وهكذا تحولت الكوفة إلى مدينة إسلامية كلاسيكية ، لها بنية مزدوجة تتركب من «المدينة» والأرباض ، وحيث كان الخندق والسور يحددان «المدينة» أكثر مما يحميانها ، وقد رسما الحد الفاصل بالضبط بينها وبين الأرباض.
__________________
(١) الطبري ، ج ٨ ، ص ٥٦١.
(٢) المستوفي القزويني تحدث عن الكوفة على أساس أنها كانت محاطة بأسوار دائرتها ١٨٠٠٠ قدم : Le Strange ,.p.٥٧
(٣) ما عدا خطّة كندة التي اتسعت وتمددت باتجاه الجنوب الغربي من الكوفة مع أنها تحوّلت بدورها إلى حارة في القرن الثالث : عبد القادر البغدادي ، خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ؛ H. R. Blache ? re, Un poe ? te arabe du IVe sie ? cle, de L\'he ? gire, p. ٤٢