للصّحابة والأشراف ، بينهم طلحة والزبير وسعد وولده عمر ، وأبو موسى الأشعري وأبناؤه وأحفاده الذين لعبوا دورا مهما في الكوفة قبل أن ينتقلوا إلى قم ، وعبد اللّه بن مسعود وخالد بن عرفطة ، أحد كبار قادة المعارك ، وعدي بن حاتم وجرير بن عبد اللّه البجلي والأشعث الكندي وأم هاني ، أخت علي. وتذكر مراجع أخرى دورا خاصة ، كمنزل الوليد بن عقبة والمختار الثقفي وعمرو بن حريث.
بالإضافة إلى وسط المدينة الفخم ، والخطط الجماعية ، والدور الخاصة ، كانت هناك عناصر أساسية تميّز طوبوغرافيا الكوفة : المناهج أو الشوارع الفسيحة ، الأزقة أو الشوارع الضيقة ، الصحاري أو الأراضي البور (وهي تشبه الجبانات كصحراء البردخت ، مثلا) ، الحمامات ، المساجد (وهي جوامع صغيرة خاصة بالعشائر والأحياء). وهناك خصوصا جبانات الكوفة ، الموزّعة على جميع أنحاء المدينة ، وعددها اثنتا عشرة جبانة ، وكانت منذ عهد علي مقابر يعود كل منها إلى قبيلة معينة تدفن فيها موتاها. وكانت الجبانة تكتسب أهميتها من كونها مكانا للتجمّع والتحشيد والتعبئة وأخذ السلاح؛ وقد ارتبطت أسماء بعض هذه الجبانات بلحظات تاريخية كبرى ، كثورة المختار مثلا. ولعلنا في ذلك أمام نموذج من تأثير القبائل اليمنية القديمة على البنية الحضرية للكوفة. ومن الجبانات الرئيسية نذكر جبانة السّبيع التي آلت إلى همدان ، جبانة مخنف (وهو من الأزد) ، جبانة مراد (من مذحج) ، جبانة كندة (كندة وربيعة) ، جبانة الصائديين (عشيرة من همدان) ، جبانة أثير (من عبس) .. إلخ.
ومن عناصر طوبوغرافيا مدينة الكوفة بالذات ، أو أرباضها ، هناك أيضا الكناسة التي غالبا ما يرد ذكرها في المراجع ، وتتمتع بأهمية معينة ، وهي الأماكن المخصصة لرمي القمامات ، وكان موقعها غرب المدينة ـ المعسكر ، ثم أصبحت في العهد الأموي ، مكانا لإفراغ البضائع من القوافل القادمة من الجزيرة ، وسوقا للمواشي ، وكانت تستخدم أحيانا مكانا للتعذيب أو الإعدام ، وأحيانا أخرى ساحة للمبارزات الشعرية على غرار المربد في البصرة. دار الرزق ، سكة البريد ، باب الفيل ، القنطرة ، ذلك كله كان في الداخل. حمّام أعين ، سوق أسد ، دير هند ، دير كعب ، دير الجماجم ، قصر مقاتل ، كانت هذه خارج المدينة ولكن بمحاذاتها مباشرة. وكانت كلها أماكن متمازجة في حياة المدينة كلها.
في العصر الأموي ، تطورت الكوفة متسمة بالطابع المديني الذي تركته فيها أعمال زياد وخالد القصري العمرانية ، مع حفاظها على الترسيمة الأصلية ، من