٣) كندة وربيعة.
٤) تميم وهمدان (١).
من جهة ثانية ، حدث تزاوج بين أقطاب قبلية متقابلة ، فكل قبيلة يمنية كانت تأتلف مع قبيلة مضرية أو ربيعية (تآلف بقايا العشائر في الكوفة). وكانت عملية التبسيط والاختصار التي حدثت داخل منطقة القبائل اليمنية بالذات ، تعني أن قبائل حمير اندمجت بقبائل همدان ، والأشاعرة بمذحج ، والحضارمة بكندة ، والأزديين بمذحج كذلك ، وبخاصة بمراد (٢).
II ـ توزّع العشائر اليمنية في العصر الأموي
العصر الأموي هو العصر الذي استقرّ فيه الوضع المديني والقبلي ، وذلك على الرغم من انعدام الاستقرار السياسي. عندما بنيت الكوفة تطورت تدريجيا من وضع المدينة / المعسكر ذات الوظيفة العسكرية المحض ، إلى وضع المدينة ذات الطابع المدني ، وهو وضع لن يتخذ معناه كاملا ويقوم بوظيفته التامة إلا في العصر العباسي ، في القرنين الثاني والثالث للهجرة. وقد اضطلع اليمنيون في انبناء الكوفة ، بدور واسع جدا ، وإن لم يكن الدور الأهم. المعلومات التي في حوزتنا ، والمبيّنة بالأرقام ، هي معلومات عامة وشمولية. ثمة نص لأبي مخنف يصف الوضع كما كان في عهد الخليفة عليّ ، فيذكر أن عدد المقاتلة في الكوفة كان ٥٧ ألف رجل ، بينهم أربعون ألفا من الرجال البالغين وسبعة عشر ألفا من الشبّان اليافعين (٣). كل شيء يبعث على الاعتقاد بأن في هذا الرقم بعض المبالغة ، بالقياس إلى ذلك العصر ، على أن هذا الرقم أصبح معقولا في عصور لاحقة ، تتناسب تحديدا مع العصر الذي عاش فيه أبو مخنف بالذات (٨٠ ـ ١٢٠ ه). وثمة مراجع أخرى تذكر أرقاما قريبة منها : فالمسجد الكبير الذي بني
__________________
(١) الطبري ، ٥ ، ٢٦٨.
(٢) الطبري ، ٥ ، حيث نقرأ في الصفحة ٢٦١ أن حضرموت لم تشارك اليمنيين الآخرين في ملاحقة حجر بن عدي لأن عداده جرى مع كندة. وكذلك القاضي شريح الذي قال إنه كان من «أهل اليمن» معدودا في كندة : طبقات ابن سعد ، بيروت ، ٦ ، ص ١٣٢. والحال أن شريحا كان من بني الرائش من حضرموت. وكان الشعبي ، وأصله من حمير ، مسجلا في همدان : ابن سعد ، المصدر المذكور ، ص ٢٤٦. حول «دخول» أزد الكوفة في مراد ، راجع ابن حزم ، جمهرة أنساب العرب ، طبعة القاهرة ، ص ٤٠٦.
(٣) الطبري ، ٥ ، ص ٧٩.