أ) يمن :
ـ همدان : شيعية جامحة؛ أسهموا في الثورات الزّيدية (باستثناء عشيرة ناعط ، فقد كانت من أنصار عثمان في العام ٣٧ ه).
ـ مذحج : شيعية بعشائرها جميعا ، وبخاصة عشيرة النخع ، وكذلك عشيرة جعفي ومراد. تستثنى عشيرة أشعر التي وقفت على الحياد ، وعشيرة بلحارث التي يقول ماسينيون إنها اتبعت الخوارج في العام ٤١ ه. ثم تحوّلت إلى تأييد بني العباس في العام ١٣٢ ه.
ب) قبائل الأطراف اليمنية ، موقف معتدل :
ـ كندة : تشيعت جميع عشائرها (راجع حجر بن عدي) لكن تشيّعها كان شكليا فقط.
ـ بجيلة : وقفت منذ البداية ضد الشيعة (راجع موقف جرير) مع بعض الاستثناءات.
وحيث إن ربيعة كانت شيعة في البصرة بخاصة ، وهذا ما يستدلّ عليه من وقوف قبيلة عبد القيس بثبات إلى جانب عليّ ، قبل وقوع معركة الجمل ، لأن تشيعهم كان متميّزا بأسبقيته أكثر منه بديمومة فعاليته ، فإننا هنا في إزاء مواجهة فقط بين مضر ويمن. وكانت هذه المواجهة تشتدّ وترسخ بمقدار ما كان وهج الكوفة يذوي ويأفل مجدها ، ويتبلور الوعي الشيعي والسني : ومن هنا كان انتقالها إلى المجال المديني. فسرعان ما غدت الكناسة موئلا للعناصر القبلية غير المتحمسة لقضية علي : عبس وضبّة وتميم. من هنا ، عمدت الميثولوجيا الشيعية ، في ما بعد ، إلى تعيين هوية كل حي من أحيائها «المدنّسة» : الكناسة ، خطّة ثقيف ، دور بني أمية ، الخوارج ، .. إلخ.
وجهة نظر ماسينيون صحيحة في الجزء الأهم منها. كان يمنيو الكوفة بسبب هامشيتهم بالذات ، يدعمون ، طيلة القرن الهجري الأول ، حزب علي ثم الهاشميين المطالبين بالحكم ، ولكن وفق أشكال كانت تختلف باختلاف المراحل التاريخية. عندما استتب الأمر للعباسيين ، واصلوا دعمهم لأبناء علي المطالبين بالحكم. وفي النهاية ، بين القرنين الثالث والرابع تحوّلوا إلى تشيّع يتجمّد في مذاهب دينية ، بعد أن كان التشيع يتجسد في معارك سياسية محض. ولكن كان يجب إيضاح هذه الاختلافات الزمنية وإجراء المزيد من البحث والتنقيب فيها. فإذا أخذنا مثلا ، هو دعم علي في معركة صفين ، فإن هذا الدعم لم يكن له