الأولي ، ينبغي إذا تقدير الدور الثقافي الذي لعبه اليمنيون حق قدره ، وقد تحولوا ـ بفعل واقع الأمور واندماجهم بعالم فكري جديد ـ جزءا لا يجزّأ من مغامرة حملتهم إلى أبعد مما كانوا يتصورون. فمن الجلي الواضح والمثبت ، أنهم كانوا حاضرين مندمجين في الحركة العامة ، وفاعلين حيثما كانوا يشاركون في هذه الصراعات الفكرية.
إذا أخذنا مثلا ميدان الحديث والفقه ، فإن القراءة المعمّقة للمجلد السادس من طبقات ابن سعد ، المخصص للكوفة ، تثبت بالتفحص الدقيق أن نسبة اليمنيين في الطبقات الخمس الأولى من رواة الحديث (طبقة الصحابة ثم الطبقات التي تليها مباشرة من الذين جاؤوا بعدهم ، إذا استثنينا منهم قضاعة والأنصار) ، هي على التوالي : ٢٠% ، ٣٣% ، ٤٠% ، ٣٣% ، ٣٠% ، كما هو مبيّن في الجدول التالي :
اسم الطبقة |
العدد الإجمالي |
عدد اليمنيين |
الشخصيات المرموقة ذات الأصل اليمني |
طبقة الصحابة |
١٥٠ |
٣٠ |
عمار بن ياسر ، أبو موسى الأشعري ، عدي بن حاتم ، جرير بن عبد اللّه ، الأشعث بن قيس |
الطبقة الأولى من التابعين |
٣٤٥ |
١١٠ |
مسروق بن الأجدع ، علقمة بن قيس ، الأسود بن يزيد ، شريح ، أويس القرني |
الطبقة الثانية من التابعين |
٦٩ (بينهم ٥ شخصيات مجهولة) |
٢٧ |
الشّعبي ، إبراهيم النخعي |
الطبقة الثالثة من التابعين |
١٢٣ |
٤٢ |
أبو إسحق السبيعي ، حماد بن أبي سليمان |
الطبقة الرابعة من التابعين |
٨١ |
٢٤ |
مجالد بن سعيد |