(١) بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک
هذا الترکيب مشتمل عل خبر مقدم ومبتدا مؤخر (٢) ، والباء للتفدية والمتعلق مفدي المحذوف ، او المستفاد من الحرف عل ما قيل ، ولکن الظاهر ان الباء للتعدية کما يقال فديتک بنفسي حيث عدي ال المفعول الاخر بالباء ، فالفعل متعد ال احد المفعولين بالنفس وال النفس بالحرف ، ومن هنا ربما يقال : ان هذا الترکيب في الاصل جملة فعلية اي (افديتک) (٣) بابي وامي يعني اجعلهما فداء لک ووقاية لنفسک ، فجعلت اسمية قصدا ال الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله) ، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد بالمفدي المفدي له لانفس الفداء ، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له افضل منه کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم) (٤) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام (٥) اي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل اسماعيل عليه السلام ، فلا يرد اشکال عل قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بابي انتم وامي ، عل ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه ، واحترامه مطلقا من باب الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد (٦) وطويل النجاد (٧).
__________________
١ ـ في زيارة عاشوراء المروية في کتاب کامل الزيارات لابن قولويه فيه قبل هذه الفقرة کلمة وهي (يا اباعبدالله).
٢ ـ المبتدا المؤخر هو (انت) ، والخبر المقدم هو (بابي) يعني هکذا تکون (انت بابي ...).
٣ ـ في النسخة الخطية (افديک) بدل افديتک.
٤ ـ سورة الصافات : اية (١٠٧).
٥ ـ راجع عيون اخبار الرضا عليه السلام باب ١٧ ، ص ٢٠٩ ، وراجع کتاب حول البکاء عل الامام الحسين عليه السلام للشيخ محمد علي دانيشار.
٦ ـ کثير الرماد : کناية عن کثرة الکرم والوجود.
٧ ـ طويل النجاد : کناية عن الشجاعة ، کما قالت الخنساء في رثاء اخيها صخر :