وقد روي ان النبي صل الله عليه واله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة ، هذا مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة ، او ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان الحسين عليه السلام صار فداء للامة اي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر الشهادة وتقديم الاب عل الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن (١). وفي الفصل بين المعطوف عليه (٢) بالفدي له اشارة ال کمال الاهتمام به ، وعدم الغفلة عنه ، هذا مع المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف اذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام التي يصغر دونها جميع المصائب ، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب ، کيف وقد بکت فيها السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون حوله (٣).
__________________ ـ
(طويل النجاد رفيع العماد |
|
کثير الرماد اذا ما شتا) |
١ ـ تاريخ دمشق ج٤٢ ، ص ٤١٤ ، جواهر المطالب ج ١ ، ص ٢٩٧. وهذه شهادة من خصمه معاوية بن ابي سفيان الذي قال : «لو ملک علي بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه» راجع صوت العدالة الانساية لجورج جرداق ج١ ص ٩٣.
٢ ـ فصل بين المعطوف عليه وهو (ابي) والمعطوف وهو (امي) بالضمير (انت).
٣ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه القمي ص ٨٨ ، ط : النجف ١٣٥٦.
ورو ابن قولويه في نفس المصدر عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (ان الحسين عليه السلام بکت لقتله السماء والارض واحمرتا ولم تبکيا عل احد قط الاعل يحي بن زکريا والحسين بن علي عليهم السلام).
وايضا رو معنعنا عن امير المؤمنين عليه السلام قال الراوي : (نحن کنا جلوس عند امير