ولعن الله امة دفعتکم عن مقامکم ، وازالتکم عن مراتبکم
التي رتبکم الله فيها
ان قيل : کيف يمکن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قرر ها لهم وقد (بلغ الله بهم اشرف محل المکرمين واعل منازل المقربين وارفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراکه طامع) (١).
قيل عليه لم يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولايتهم واستحقاقهم للامامة والخلافة ، فان ذلک مما يمتنع سلبه عنهم بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة الظاهرية والسلطنة الصورية ، ليطابق الظاهر الباطن ، ويوافق الصورة الباطن.
فقوله : (رتبکم الله فيها) اي بالامر والتکليف دون الجعل والتقدير يعني امر الله الناس بان يرتبوکم في هذه المرتبة ، ويجعلونکم ائمة يهتدون بکم ، ويقتدون باثاراکم ، ويطيعون اوامرکم کما قال : (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واول الامر منکم) (٢) ، وقد وصير رسول الله امته بذلک (٣) کله فخالفوه فبدلوا
__________________
١ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.
٢ـ سورة النساء : اية (٥٩).
٣ـ هذه اشارة ال حديث الثقلين المشهور بين الفريقين وهو : (اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسکتم بهما فلن تضلوا بعدي). وقد اجاد اخونا الاستاذ (فاضل الفراتي) حيث بين عدة فوائد من هذا الحديث في کتابه (عظمة اميرالمؤمنين عليه السلام).