وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة ،
واساله ان يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،
وان يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،
الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا او فط الجملة ، فالثبات عل الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم ، قد يقال : ان الايمان اذا حصل بحقيقته فلا زوال له ، الارتداد کاشف عن عدم تحققه اولا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها ، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله ، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة عل الحالة السابقة وعدم الازاغة ، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا عل دينک ودين نبيک ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...) (١) وفي الجامعة (٢) : (فثبتني الله ابدا ما حييث عل موالاتکم ومحبتکم ودينکم ، وقفني لطاعتکم ، ورزقني شفاعتکم ، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة ، والقدم هو السابقة في الامر (٣) يقال : له قدم في الهجرة اي سابقة ، والاضافة محتملة لتقدير من او في. وامراد بها المحبة الخالصة ، والطاعة التي لا يشوبها عصيان ، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل ، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل ، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم (٤) ، وفي اضافة الثار ال
__________________ ـ
١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.
٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.
٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.
٤ ـ راجع تفسير القمي ج١ ، ص ٤١٥ ، ط : الاعلمي ، تفسير سورة الاسراء.