تنوء بايراد المعاني والفت |
|
خواطرك الالفاظ بعد شرادها |
فان نحن حاولنا اختراع بديعة |
|
حصلنا على مسروقها أو معادها |
وليس بمستغرب تفرده ببديع النثر والنظم مع ما وهبه الله سبحانه من جودة القريحة وقوة الفهم نسأل الله أن يديم لفضلاء الاداب ورؤساء الكتاب ما كنفهم من ظله وشملهم من فضله وأباحهم من مراتعه وسوغهم من شرايعه ليستمر نفاق سوقهم ويشمروا للاجتهاد فيه عن سوقهم ، دلت الفاظه الكريمة على استدعاء ما يكون تذكرة لاهل الوداد وعهدا يجدد به ما اخلقته يد العباد فعند ذلك أحببت أن أدخل فيمن سارع إلى امتثال أوامره لاكون في جملة من شرفه بذكره وتخطره بخواطره ـ فأقول ـ ان الشعر من أفضل مشاعر الادب وأجمل مفاخر العرب. به تستماح المكارم وتستعطف الطباع الغواشم وتشحذ الاذهان وتستل الاضغان ويستصلح الرأي الفاسد وتستثار الهمم الجوامد لكنه عسر المطلب خطر المركب لافتقاره إلى امور غريزية واخرى كسبية وهي شديدة الامتناع بعيدة الاجتماع فالمعتذر عن التعرض له معذور والمعترف بالقصور عنه مشكور وقد كنت زمن الحداثة اتعرض لشيء منه ليس بالمرضي فكتبت ابياتا إلى والدي رحمهالله اثني فيها على نفسي بجهل الصبوة وهي :
ليهنك اني كل يوم إلى العلى |
|
اقدم رجلا لا تزل بها النعل |
وغير بعيد ان تراني مقدما |
|
على الناس طرأ ليس في الناس لي مثل |
تطاوعني بكر المعاني وعونها |
|
وتنقاد لي حتى كأني لها بعل |
ويشهد لي بالفضل كل مبرز |
|
ولا فاضل الا ولي فوقه فضل |
فكتب رحمهالله فوق هذه الابيات ما صورته : لئن أحسنت في شعرك لقد اسأت في حق نفسك أما علمت ان الشعر صناعة من خلع العفة ولبس الحرفة