٢ ـ حدَّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعيِّ بن عبدالله (١) « قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام بالمدينة : أين قبور الشُّهداء؟ فقال : أليس أفضل الشُّهداء عِندَكم ، والَّذي نفسي بيدِه أنَّ حَولَه أربعة آلاف مَلَك شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ».
٣ ـ حدّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي داودَ المُسْتَرِق ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِيّة (٢) « قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام وقد بعثت مَن يَكتري لي حِماراً إلى قبور الشُّهداء ، فقال : ما يمنعكِ من زيارة سيّد الشُّهداء؟ قالت : قلت : ومَن هو؟ قال : الحسين عليهالسلام ، قالَتْ : قلت : وما لِمَن زارَه؟ قال : حَجّةٌ وعُمْرَةٌ مَبرورَة ، ومِن الخير كذا وكذا وكذا ـ ثلاث مرَّات ـ بيده ».
٤ ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن اُمّ سعيد الاُحْمَسيّة « قالت : جئت إلى أبي عبدالله عليهالسلام فدخلت عليه ، فجاءَت الجارية فقالت : قد جئتكِ بالدَّابّة ، فقال لي : يا اُمَّ سعيد أيُّ شيءٍ هذه الدَّابّة؛ أين تبغين تَذْهبين؟ قالت : قلت : أزور قبورَ الشّهداء ، قال : أخِّري ذلك اليوم ، ما أعجبكم يا أهل العِراق؛ تأتون الشُّهداء مِن سَفر بَعيد وتتركون سيِّد الشّهداء لا تأتونَه؟! قالت : قلت له : مَن سَيّد الشُّهداء؟ فقال : الحسين بن عليٍّ عليهماالسلام ، قالت : قلت : إنّي امرءَة ، فقال : لا بأس لمن كان مثلك ان يَذهب إليه ويَزوره ، قالت : أيُّ شيءٍ لنا في زيارته؟ قال : تعدل حجّة وعُمرة واعتكاف شَهرين في المسجد
__________________
١ ـ هو العبديّ البصري أبو نعيم ، ثقة ، روى عن الصّادق والكاظم عليهماالسلام.
٢ ـ بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها السّين المهملة ، هذه النّسبة إلى أحمس ، وهي طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة. ( الأنساب ، اللّباب ، الإكمال ) وقال العلاّمة الاُميني رحمه الله : بطن من انمار بن إراش ، غلب عليهم اسم أبيهم حمس فقيل لهم : أحمس ، فما في كثير من المعاجم بالخاء المعجمة تصحيف واضح.