أجْوافَهُمْ ناراً ، وَاحْشُرْهم وَأتْباعَهم إلى جَهنَّمَ زُرْقاً (١) ، اللّهُمَّ الْعَنْهم لَعناً يَلْعَنُم بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَبٍ ، وكلُّ نَبيٍّ مُرْسَلٍ ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ للإيمانِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرّ (٢) وظاهِرِ العَلانيّةِ ، اللّهُمَّ الْعَنْ جَوابيتَ هذِهِ الاُمَّةِ وَطَواغيتَها ، وَالْعَنْ فَراعِنَتَها ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَذِّبهُمْ عَذاباً أليماً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمنُّ عَلَيْهِ بِنَصْركَ لِدينكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».
ثمَّ اجلس عندَ رأسه صلوات الله عليه فقلْ :
« صَلّى الله عَلَيْكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً ، وَأدَّيْتَ أمِيناً ، وقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينٍ ، لَم تُؤْثِرْ عَميً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِل مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةً وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَر ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَدَعوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحَسَنَةِ ، صَلّى اللهُ عليكَ وَسَلّم تَسْليماً كَثيراً ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، قَدْ بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ ، غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم تَسْليماً ، فَجَزاكَ اللهُ مِن صِدِّيقٍ خَيراً عَنْ رَعيَّتِكَ (٣) ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ عليهمالسلام ، أشْهَدُ أنَّكَ صِدِّيقٌ عِنْدَ اللهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ دَعْوتَكَ حَقٌّ ، وَكُلَّ داعٍ مَنْصُوبٍ غَيرِكَ فَهُوَ باطِلٌ مَدْحُوضٌ ، وَأشْهَدُ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ ».
ثمَّ تحوَّل عندَ رِجليه وتخيّر مِن الدُّعاء وتدعو لنفسك ، ثمّ تحوَّل عند رأس عليِّ بن الحسين عليهماالسلام وتقول :
« سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، عَلَيكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولاي وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى عِتْرَةِ آبائِكَ
__________________
١ ـ أي عمياً.
٢ ـ تقدّم بيانه في ص ٤٠.
٣ ـ في بعض نسخ الكافي : « عن رعيّته » ولعلّه أصوب.