الأخْيارِ الَّذين أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً ».
ثمّ تأتي قبور الشُّهداء وتسلّم عليهم وتقول :
« السَّلامُ عَلَيْكم أيُّها الرَّبّانيُّون ، أنْتَم لَنا فَرَطٌ (١) وَسَلَفٌ ، وَنَحنُ اتْباعٌ وَأنْصارٌ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى في كِتابِهِ : « وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَما اسْتَكانُوا (٢) » ، فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعَفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التّامَّةِ ، صَلّى اللهُ عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ وَسَلّم تَسْلِيماً ، أبْشِرُوا بِمَواعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ إنَّهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ ، اللهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ، أنتُم سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمُهاجِرُونَ وَالأنصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُم في سَبيل اللهِ ، وَقاتَلتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأراكُم ما تُحبُّونَ ».
ثمَّ تقول : « أتَيْتُكَ يا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإنّي لَكَ عارِفٌ ، وَبحقِّكَ مُقِرٌّ ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ مُوقِنٌ ، عارِفٌ بِالهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسي ، اللّهُمَّ إنّي اُصَلي عَلَيْهِ كَما صَلَّيْتَ أنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأميرُ المؤْمِنينَ ، صَلاةً متتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً ، يَتْبَعُ بَعضُها بَعْضاً ، لا انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ ولا أبَدَ وَلا أجَلَ في محضَرِنا هذا وإذا غِبْنا وَشَهِدْنا ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».
* * * * *
__________________
١ ـ قال في النّهاية : فيه « أنا فَرَطُكم على الحوض » أي متقدِّمكم إليه. يقال : فَرَط يَفْرِط ، فهو فارطٌ وَفَرَطٌ إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ، ويهيّىء لهم الدِّلاء والأرْشِيَة. ومنه الدّعاء للطّفل الميّت : « اللّهم اجعله لنا فرطاً » أي أجراً يتقدّمنا ـ انتهى. وقوله : « الرّبّانيّون » قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الرّبّانيّ منسوب إلى الرّبّ ، والألف والنّون من زيادات النّسب ، أي الرّاسخ في الدّين والعلم ، أو الّذي يطلب بعلمه وجه الله ، أو من الرّبّ بمعنى التّربية ، أي الّذين يربّون المتعلّمين ، و « الرّبّيّون » أيضاً منسوب إلى الرِّبّ بالفتح والكسر من تغييرات النّسب ، أي المتمسّكون بعبادة الله وعلمه.
٢ ـ آل عمران : ١٤٦.