يؤتى؟ وكَمْ يسع النّاس تَركه؟ قال : لا يسع أكثر من شَهر (١) وأمّا بعيد الدَّار ففي كلِّ ثلاث سنين ، فما جاز ثلاث سِنين فلم يأته فقد عقَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقطع حرمته ، إلاّ من علّة ».
١٤ ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى رحمهالله عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن فَضّال ، عن عليِّ بن عُقبة ، عن عبيدالله الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : قلت : إنّا نَزور قبر الحسين عليهالسلام في السَّنة مرَّتين أو ثلاثة ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : أكره أن تكثروا القصد إليه ؛ زُورُوه في السَّنة مَرَّة ، قلت : كيف اُصلّي عليه؟ قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النَّبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وتصلّي على الحسين عليهالسلام ».
١٥ ـ وقال العَمَركي بإسناده قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : إنّه يصلّي عند قبر الحسين أربعة آلاف ملكٍ مِن طلوع الفجر إلى أن تغيب الشَّمس ، ثمَّ يَصعَدون ، وينزل مثلهم فيصلّون إلى طلوع الفجر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتخلّف عن زِيارة قبره أكثر من أربع سنين ».
١٦ ـ وبإسناده عن محمّد بن الفضل ، عن أبي ناب (٢) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : سألته عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : نَعَم تَعدِل عُمرة ، ولا ينبغي التَّخلُّف عنه أكثر مِن أربع سنين » (٣).
١٧ ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن صفوان الجمّال « قال سألت أبا عبدالله عليهالسلام ـ ونحن في طَريق المدينة نُريد مَكّة ـ فقلت له : يا ابن رسول الله ما لي أراك كَئيباً
__________________
١ ـ يعني أمّا القريب فلا يسع أكثر من شهر ، وسيأتي بلفظه تحت رقم ١٧.
٢ ـ الظّاهر هو الحسن بن عطيّه ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الصادق عليه السلام ، ثقة.
٣ ـ يمكن حمل الثّلاث على المتوسّط في البعد ، والأربع على ما كان أبعد منه ، أو على اختلاف النّاس في القدرة. ( البحار )