الله» (١) مما يؤكد هذه النفسية النفيسة العلوية المحمدية.
فكون علي (عليه السلام) نفس محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يدل فقط على أفضليته على سائر الأمة بأسرهم ، بل وعلى أفضليته على كافة السابقين والمقربين واولي العزم من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ، ولا فارق بين محمد وعلي (عليهما السلام) إلا في الرسالة ، فهو يساميه فيما سواها من العصمة القمة وسائر المدارج القدسية الروحية والزمنية بأسرها.
ومهما يكن من أمر فقد «خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه مرط من شعر أسود وكان قد احتضن الحسين (عليه السلام) وأخذ بيد الحسن (عليه السلام) وفاطمة تمشي خلفه وعلي (عليه السلام) خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة ..» (٢).
__________________
ـ في العقد النبوي والشبلنجي في نور الأبصار ٧٨ والصبان في الاسعاف هامش نور الأبصار ١٥٥ كلهم أخرجوه ورووه عن حبشي بن جنادة وعمران وأبي ذر الغفاري عن رسول الله (ص).
وروى مثله البخاري في ٤ من صحيحه عن عمر بن الخطاب وفي الجمع بين الصحاح ج ٣ من عدة طرق ومنها ما عن ابن جنادة عن رسول الله (ص) أنه قال : علي مني وأنا منه.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده وابن المغازلي بالإسناد عنه (ص) وابن الأثير في جامع الأصول عن البخاري ومسلم بسنديهما عن البراء بن عازب عنه (ص) (البحار ٣٨ : ٣٢٨).
(١) أمالي الطوسي عن ابن مسعود ، وأخرجه الحافظ ابن المغازلي كما في العمدة لابن بطريق ٥٣ بإسناده عن بكر بن سوادة عن قبيضة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبدالله عنه (ص) والسيرة الحلبية ٣ : ٣٩١.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٨ : ٨٠ روى أنه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثم انهم أصروا على جهلهم فقال عليه السلام : إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم فقالوا : يا أبا ـ