والقرآن يزيف في آيات عدّة أولا نزول التوراة والإنجيل إلّا من بعد ابراهيم ، ثم وفي أخرى يصرح بعديد الشرايع الإلهية : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) (٥ : ٤٨) (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) (٢٢ : ٦٧).
وذلك هو الشأن الشائن كل الطائفيّين المتصلبين ، كأن شرعتهم هي شرعة الكل ، فالمتخلف عنها خارج عن شرعة الله ، تنديدا بسائر كتابات الوحي ورسالاته بأممها.
وترى (حَنِيفاً مُسْلِماً) ليس رجوعا الى مثل الدعوى وقد أنزل القرآن من بعده؟.
كلّا ، حيث الإسلام هو التسليم لله في كافة الأدوار الرسالية ، فالنبيون والذين معهم كلهم كانوا مسلمين لله وكما في آيات عدة ، وما اختصاص المسلمين الآخرين باسم الإسلام ، إلا لمقابلته بالذين يكفرون بشرعة القرآن ، وانها لم تحرّف أو تبدّل فحفظ إسلامه سليما كما أنزل دون سائر كتابات الوحي حيث حرفت عن جهات اشراعها اصلية وفرعية.
(وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تأييد أكيد للمعني من إسلام إبراهيم ، فان قضيته التقسيم إلى مسلم ومشرك ، وكل المسلمين لله في الأدوار الرسالية مسلمون ومن سواهم مشركون او ملحدون.
وهنا تنحل المشكلة في محاجتهم فيما ليس لهم به علم ، إذ كانوا يعلمون نزول التوراة والإنجيل ولكنهم يجهلون ان ليسا هما كتابي الشرعة الإلهية الممدودين خلفيا وأماميا.
هذا ابراهيم ، ثم ومن هو أولى به انتسابا روحيا هو الأولى في كل الحقول الروحية :