(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٨).
ليس الأولى بإبراهيم من يدّعون تهوّده وتنصرّه كذبا وزورا ، ولا المنتسبون إليه سببا او نسبا ، انما هم الذين اتبعوه في حنفه وإسلامه (وَهذَا النَّبِيُّ ...).
فلقد اختصت الأولوية هنا بالذين اتبعوه وبهذا النبي الذي هو في الحق متبوعه في محتد الإسلام ، (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) على طول خط الرسالات دون فارق بين مؤمن ومؤمن إلا بفارق درجات الايمان ، دون سائر الفوارق المختلفة المختلقة ، عنصرية أو اقليمية أو طائفية أماهيه.
ذلك ـ فكذلك إن اولى الناس بمحمد للذين اتبعوه ، لا الذين انتسبوا اليه بسبب او نسب ام عاصروه وصاحبوه ، مهما كان الاولى بالقرابة والطاعة اولى من وليه بالطاعة لأنه مجمع النورين وكما يروى عن علي (عليه السلام) : فنحن مرة اولى بالقرابة وتارة اولى بالطاعة (١).
ويروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «ان ولي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من أطاع الله ورسوله وان بعدت لحمته وان عدو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من عصى الله ورسوله وإن قربت قرابته» (٢) و : إن أولى الناس بالنبي المتقون فكونوا أنتم بسبيل ذلك فانظروا لا يلقاني الناس
__________________
(١) المصدر عن نهج البلاغة من كتاب له (ع) إلى معاوية جوابا وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وقوله تعالى (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
(٢) نور الثقلين ١ : ٣٥٣ عن المجمع قال أمير المؤمنين علي (ع) ان أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به ثم تلى هذه الآية وقال : ...