إذا ف (لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) تعني كل سبيل روحي او زمني او مالي أم اي حق ، فنحن اصحاب الحق المطلق ، وهم ليس لهم علينا أي حق ، وكما يلوح كل ذلك من طيّات الآيات التي تحكي عن مزاعمهم التفوقية على كل الأمم ، لحد يحسبونهم حيوانا خلقهم الله بصورة الإنسان لكي يصلحوا لخدماتهم!.
هنا (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) تلمح انهم ينسبون هذه الفوقية العنصرية الى الله وهم يعلمون كذبهم فيه.
وذلك من أخطر الخطر على الانسانية ، ان تحصر حقوقها ـ الفطرية والعقلية والشرعية اماهيه ـ قبيلا واحدا من عامة الناس هم بنو إسرائيل أمّن هم ، لا لحق إلا دعوى مكرورة على ألسن وأقلام سامّة تكدّر جو الحياة على من سواهم.
فرغم أن الانسانية أمانة ربانية لهم وعليهم ككل ، هم يختصون فضائلها وفواضلها بكل حقوقها بأنفسهم ، احتلالا قاحلا جاهلا لشرف الإنسانية وميّزاتها.
ولقد برزت هذه الأنانية الحمقاء بين اليهود كأصل على مدار الزمن ، ومن ثم بين سائر الاختصاصيين من المستعمرين المستثمرين المستحمرين المستبدين المستكبرين المستضعفين المستخفين ، أصحاب الأبواب السبع الجهنمية على مدار التاريخ الإنساني.
والقرآن يجرف هذه الخرافات الزور الغرور بكلمة واحدة : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) ثم وليست الكرامة عند الله مما يحمل التقي على الطغوى ، فانما هي تقوىّ امام الله وامام عباد الله وحتى بالنسبة للحيوانات والنباتات.