كلا والف كلا! ليست هذه الأنانية مسموحة في اية فطرة او عقلية انسانية فضلا عن شرعة الله.
(بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ٧٦.
(بَلى مَنْ أَوْفى) من هود او نصارى او مسلمين (مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ) عهد الله ، الذي عاهد عليه الله فطريا وشرعيا ، وعهده نفسه ، والذي عاهد الله عليه ام عاهد عباد الله ام عاهدوه عليه وتقبله بحق «واتقى» الله في عهوده كلها (فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) سواء حملوا اسم الإسلام او سواه ولقد عهد الله على عباده (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
فليست كرامة الحب الربانية بذلك المبتذل الفوضى حتى ينالها كل مدع زورا وغرورا دونما تقوى ، بكل قيلة وادعاء وويلة في طغوى الحياة ، ان (لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) ـ (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) و (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
وهنا نعرف ان الوفاء بالعهد له صلة وثيقة بتقوى الله ، فلا يتغير في التعامل مع عدو او صديق ، إذ ليس الوفاء بالعهد مسألة مصلحة ، انما هو تعامل مع الله.
أجل ليس هو المصلحة ، ولا عرف المجموعة ، ولا قضية ظروف ، بل قضية واقع الخلق الصالحة الإسلامية السليمة ، اللهم إلا في عهود متخلفة فإنها في الأصل باطلة في ميزان الله فضلا عن الوفاء بها.
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ٧٧.