ثم حرفت الى «باراكليطوس» بعد الإسلام.
ومن ليّهم في تراجم الكتاب إسقاط «مقرب» في بشارة سفر التثنية بنبي اسماعيلي حيث تقول : «نابىء آقيم لاهم مقرب إحيحم كموشه ..» : نبيّ أقيم لهم من أقرباء أخيهم كموسى ثم نرى سائر التراجم كالمتفقة على إسقاط «مقرب» حيث تقول «من وسط بني إسرائيل من إخوتهم مثلك ـ من إخوتك مثلي» ترجمة مرتجفة مريبة رغم وحدة الأصل في «مقرب» تنحية لهذه البشارة عن النبي الإسماعيلي الذي بعث من أقرباء أخيهم ، ف «أخيهم» هو بنو عيص كما في «تث ٢٨ : ٨) وأمر القوم وقل لهم إنكم لحد إخوانكم بني عيص» وأقرباء بني عيص هم بنوا إسماعيل ، فإن عيص نفسه كان صهرا لإسماعيل (١).
ومن ليّهم ترجمة «بمئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ..» : بمحمد واثنى عشر اماما يلدهم ـ حيث ترجموها ب «الكثير جدا واثنى عشر رئيسا» (٢).
هذه وأشباهها كما تجد قسما منها في كتابنا «رسول الإسلام في الكتب السماوية».
(ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) ٧٩.
لقد نزلت هذه الآية في خضم الحوار مع نصارى نجران حين سئل : «أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم ، فقال رجل من
__________________
(١) راجع كتابنا (رسول الإسلام في الكتب السماوية) ٣٣ ـ ٣٩.
(٢) المصدر ٤٠ ـ ٤٣.