واحدة منها أمّا للكل ، ولا أن كل واحدة من المتشابهات وليدة لكل من المحكمات فانما ذلك من تقابل الجمع بالجمع.
ولأن الكتاب يعم محكمه الى متشابهه ، فهن ـ إذا ـ أم لأضرابها المحكمات كما هي ام للمتشابهات حيث المحكمات تفسر بعضها بعضا كما تفسر المتشابهات.
وانما عبّر عن المحكمات بضمير جمع العاقل «هن» لأنها بتفسيرها المتشابهات كأنها عاقلة حكيمة ، وهي حقا هيه لأنها صادرة من خالق العقل والحكمة لتعقلنا فنعقلها ، ورغم ان المتشابهات كما المحكمات حكيمة عاقلة ، ولكن علّو المعنى وقصور العاني في مداليلها تجعلها بحاجة الى محكماتها ، فكأنها ليست بذلك العقل الحكيم وهي من خالق العقل الحكيم ، وليس السلب إلا من القاصرين في تفهمها ، دون قصور في دلالاتها ، فآي الذكر الحكيم كلها حكيمة ولا يعني التقسيم إلّا مختلف الافهام في تفهمها.
هل المحكمات هي الدالات على معانيها المقصودة دونما تكلّف او تخلف عن نصوصها او ظواهرها؟ فالمتشابهات هي غير الدالات نصا او ظاهرا ، حيث يشتبه المرادات فيها بغيرها فيتحير الناظر إليها حتى يستفسرها بمحكماتها؟.
وهذا قصور في دلالة المتشابهات ، فهو ـ إذا ـ فت في عضد الفصاحة ، وثلم في جانب البلاغة ، وتخلّف عن واضح البيان وناصع البرهان ، والقرآن هو أبين بيان وأوضح برهان!.
في الحق إن التشابه هنا ليس تشابها دلاليّا بل هو تشابه مدلولي يخلّفه علوّ المعنى عقليا او علميا أو معرفيا رغم واضح الدلالة لغويا وادبيا ، وآخر هو من مخلّفات لفظية التشابه لغويا والمعنى مختلف كما تتشابه صفات إلهية بصفات خلقية باختلاف المعاني خلقيا وخالقيّا ، فلا تشابه إلا قضية قصور المستدل الخاوي عن