القدس وهو كعبتها وشرعتها من شرعة ابراهيم؟ فجاء الجواب : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ ..) وكذلك الآيات التي تقول إن ابراهيم هو الذي رفع القواعد من البيت.
الأول هو السابق الذي لا يسبقه أو يقارنه مثيل له في الممكنات ، أم ولا يتأخر هو عنه كما الله تعالى ، حيث هو الأول لا ثاني له والآخر لا أول قبله : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٥٧ : ٣) والأول هنا هو من الأول إذ له أمثال بعده مهما كانت درجات ، كما هو في الدرجة القمة العليا ، لا يساوى او يسامى.
و «بيت» كمطلقه هو مكان البيتوتة والرياحة ، بدنيا او روحيا او هما معا ، فسواء أكانت أرضا ملساء ، ام وعليها بناية ، فليشمل أرض الكعبة وهي مكان البيت كما يشملها بعد عمارتها.
والأولية هنا مطلقة تطم الزمنية والمكانية (١) وفي المكانة ، مهما كان القصد
__________________
(١) هنا روايات متواترة بشأن هاتين الأوليين ففي الدر المنثور ٢ : ٥٢ ـ أخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): أول بقعة وضعت في الأرض موضع البيت ثم مهدت منها الأرض .. وعن أبي جعفر (ع) عن آبائه عليهم السلام قال : إن الله بعث ملائكته فقال : ابنوا لي في الأرض بيتا على مثال البيت المعمور وأمر الله تعالى من في الأرض أن يطوفوا كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور(رواه بلفظه الرازي في تفسيره ٨ : ١٥٢ والتبيان بتفاوت يسير ١ : ١٥٧ وبوجه أبسط الخازن ١ : ٢٥٢ عن علي بن الحسين عليهما السلام والأزرقي في أخبار مكة عن أبي جعفر (ع) عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام ١ : ٣٥ وحسين بن عبد الله بإسلامه في تاريخ الكعبة ٤٠.
وروى الكليني في الصحيح عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال : لما أراد الله عز وجل أن يخلق الأرض أمر الرياح فضرب متن الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله عز وجل : إن أوّل ـ