__________________
ـ بيت وضع للناس .. وقال تعالى والأرض بعد ذلك دحاها ورواه سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) (انظر الكافي (: ١٦) والفقيه ٢ : ١٥٤ والأخبار الدالة على دحو الأرض من موضع الكعبة كثيرة انظر العياشي ١ : ١٨٦ والبرهان ١ : ٢٩٧ ونور الثقلين ١ : ٣٠٣ والوسائل الباب ١٨ من أبواب مقدمات الطواف ٢٩٧ و ٢٩٨ والدر المنثور ١ : ١٤٥ ـ ١٤٧ والطبري ٤ : ٨ وأخبار مكة الأزرقي ١ : ٣١.
والبيت في هذه الأحاديث هو مكان البيت ، فله الأوّلية المطلقة على كل بيت كما روى العياشي عن عبد الصمد بن سعد قال أراد أبو جعفر أن يشتري من أهل مكة بيوتهم أن يزيد في المسجد فأبوا عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فأتى أبا عبد الله (ع) فقال له : إني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وافنيتهم لنزيد في المسجد وقد منعوا ذلك قد غمني غما شديدا فقال أبو عبد الله (ع) لم يغمك ذلك وحجتك عليهم فيه ظاهرة ، قال : وبما احتج عليهم؟ فقال : بكتاب الله ، فقال : في أي موضع؟ فقال : قول الله (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) قد أخبرك الله أن أوّل بيت وضع هو الذي ببكة فإن كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم افنيتهم وإن كان البيت قديما قبلهم فله فناءه فدعاهم أبو جعفر (ع) فاحتج عليهم بهذا فقالوا له : اصنع ما أحببت.
وفيه عن الحسن بن علي النعمان قال : لما بني المهدي في المسجد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له : أنه لا ينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له علي بن يقطين يا أمير المؤمنين إني أكتب إلى موسى بن جعفر عليهما السلام لأخبرك بوحي الأمر في ذلك فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عليهما السلام عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام فامتنع عليها صاحبها فكيف المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لأبي الحسن (ع) فقال أبو الحسن (ع) فلا بد من الجواب في هذا؟ فقال له : الأمر لا بد منه فقال له أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى بفنائها وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها ، فلما أتى الكتاب إلى المهدي أخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فأتى أهل الدار أبا الحسن (ع) فسألوه أن يكتب إلى المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب إليه أن أرضخ لهم شيئا فأرضاهم.
وأما ما يروى عن علي (ع) أن رجلا قال له : أهو أوّل بيت؟ قال : لا قد كان قبله بيوت ولكنه أوّل بيت وضع للناس مباركا فيه الهدى والرحمة والبركة وأوّل من بناه إبراهيم (ع) ثم بناه قوم من ـ