الصريحة او الظاهرة في خلافها علميا او عقليا او حسيا ، اللهم إلّا تشابه النسخ فلا يزول الا بالرجوع الى الآيات التي بالإمكان نسخها إياها فيتأكد انها محكمة او منسوخة.
فهنا صفات وافعال تختص بالله فلا تشابه فيها على اية حال ، وهناك أخرى تختص بمن سوى الله فكذلك الأمر.
ثم هنالك ثالثة هي مشتركة لفظيا بين الله وخلقه ، متباينة معنويا وواقعيا ، كالشيئية والوجود والعلم والقدرة والسمع والبصر واليد والقدم والمجيء وما أشبه ، ففيها وفي اضرابها يشتبه المعنى على الجاهل به ، استجرارا لمعانيها في المخلوقين الى الخالق سبحانه ، او استجرارا لمعانيها في الخالق الى المخلوقين.
ومن أسهل السبل في تفسيرها إرجاعها الى محكمات قرآنية ك (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) و (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) و (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) واضرابها من محكمات ... أو محكمات عقلية او علمية ام معرفية متزودة من محكمات قرآنية أماهيه ، يزول بها ذلك التشابه العارم الناتج عن قصور العقلية الإيمانية او العلمية دون اي قصور دلالي في لغة القرآن (١).
فالمتشابهات القرآنية في الأكثرية الساحقة هي في أسماء الله وصفاته وأفعاله
__________________
(١) مثالا على التشابه العلمي آيات حركات الأرض كآيات الكفات والراجفة والذلول والجبال الأوتاد وأضرابها ، حيث الألفاظ لا تشابه فيها ، وإنما العلم غير البالغ زمن نزولها يعمل في تشابه بين حق المعنى وباطله ، فالعلم يرجح باطله وهو سكون الأرض ، والنص يرجح حقه وهو حركات الأرض ، فيحمل النص ـ قضية العلم أو الحس الخاطئ ـ على غير النص ، وهكذا العقل غير الناضج ، حيث يعقل أمرا بقصوره فيعتقده ثم الآية الصريحة أو الظاهرة في خلاقه يظن أنها متشابهة قد يرجح حكم العقل عليها فتؤول على خلافها.