الله ، والكتلة المؤمنة ككل وهم الناس المتعلمون من الحبلين بجمعية المحاولات والشوراءات في ذلك الاعتصام.
فالعصمة الاسلامية عن كل بأس وبؤس فردي وجماهيري مكفولة على ضوء الاعتصام بحبل الله جميعا دون تفرق ، حيث الحبل في بعدية معصوم ، وجمعية الاعتصام بحبل الله عاصمة ، مهما لم تبلغ هذه العصمة مبلغ العصمة المطلقة للمعصومين ولكنها تبلغ إلى أشرافها حيث تقل الأخطاء في ذلك الاعتصام المشرّف.
ذلك «واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا» و (نِعْمَتَ اللهِ) هنا الوحيدة غير الوهيدة هي الوحدة الإيمانية بألفة القلوب ، فقد تألف العقول والعلوم ، والقلوب شتّى ، والنص القرآني هنا يعمد إلى مكمن المشاعر ـ الأصيل ـ وهو القلب ، تصويرا للقلوب كحزمة مؤلفة متآلفة.
فقد كانوا اعداء متناحرين لا يأمنون لحياة فألف الله بين قلوبهم بنعمة
__________________
ـ عبد الله الأنصاري قال وفد على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اهل اليمن فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جاءكم اهل اليمن يبسون بسيسا فلما دخلوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال قوم رقيقة لهم راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي حمايل سيوفهم المسك فقالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن وصيك؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عز وجل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فقالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال هو قول الله (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي فقالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن وصيك؟ فقال : هو الذي انزل الله فيه : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) فقالوا يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال : هو الذي يقول الله فيه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) هو وصيي والسبيل إلي من بعدي ...