الوحدة الايمانية المترابطة ف : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٨ : ٦٣).
وعامل التأليف بين قلوبهم بالله هو حبل الله : قرآن محمد ومحمد القرآن ، فإنهما يؤلفان بالله بين القلوب الداعية لذكر الله ، الداعية إلى الله ، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) في الله ، تاركين كافة المفارقات والمنازعات (١).
فكل وحدة وهيدة زهيدة إلّا ما كانت بين القلوب في اعتصام جماهيري بحبل الله ، فلا تنفصم بأي فاصم ، ولا تنقصم او تنقسم باي قاصم او قاسم.
«واذكروا ... إذ كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ...» وشفا حفرة هو أشرافها ، فان شفى الشيء حرفه وطرفه المائل اليه وقد كانوا على شفا حفر النيران ، في جهالات وشهوات ولهوات وكل رذالات الحياة ، فليست هذه النار ـ إذا ـ نار الدنيا ، بل هي الأخرى (٢) ، فشفاها هي الحياة الدنيا الكافرة ، و (حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) هي النار البرزخية ومن وراءها الأخرى ، وليس بين شفاها
__________________
(١) المصدر في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بسند متصل عن علي (عليه السّلام) قال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمنا الهداة ام غيرنا؟ قال : بل منا الهداة الى الله إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله عز وجل من ضلالة الشرك ، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا يفتح الله.
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٧٩ في كتاب ثواب الأعمال عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قال امير المؤمنين (عليه السّلام): أصبح عدونا على شفا حفرة من النار قد انهارت به نار جهنم فتعسا لأهل النار مثواهم.