فالأصغر لن يفترق عن الأكبر فان عصمته العلمية ليست إلا بالأكبر ، وبلاغه الرسالي ليس ـ في الأصل ـ إلا عن الأكبر ، وسناده في كل قليل وجليل ليس إلا إلى الأكبر ، وهو يعيش الثقل الأكبر في النشآت الثلاث.
والأكبر لن يفترق عن الأصغر حيث يأمر بالرجوع الى الأصغر (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وانه لا يعرف تأويلات ومآخذ أحكامه ألا الأصغر ، ولا يحكم به عاصما معصوما إلا الأصغر ، ولا ينذر به ويذكر كأكمل ما يرام إلّا الأصغر.
فليس يعني عدم افتراق الأكبر عن الأصغر انه ـ ككل ـ لا يفهم إلا بتفسير الأصغر ، لأنه بيان للناس ، فإنما الأليق لتبيينه وتطبيقه والحكم به ، واللائق لتأويله هو الأصغر ، وحين لا يكون الثقل الأصغر ثقلا لو افترق عن الأكبر فما ذا تكون أحوال سائر الأمة المفترقة عن الثقل الأكبر.
إن افتراق الحوزات الإسلامية عن الثقل الأكبر ملموس محسوس ككل ، ثم المدعوون اتصالهم بالثقل الأصغر خاوون فانه لا يعرف إلّا بالعرض على الأكبر ، إذا فهم تاركوا الحبلين ، حبل من الله : القرآن ، وحبل من الناس هم اهل بيت القرآن.
و «ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا» تحكم بضلالنا إذ تركنا التمسك بهما إلى مستمسكات أخرى هي ويلات على الامة الإسلامية السامية.
و «لن يفترقا» ليست لتعني افتراقا في السلطة الروحية الزمنية حيث ينتقص بزمن الغيبة ، انما هو افتراق وحي الكتاب عن وحي السنة ، فالسنة لا تفترق عن الكتاب فانها الوحي الفرع الهامش المفسر والمأول للوحي الأصل ، وهي مستفادة من القرآن ، فلا تنسخه او تخالفه.
والكتاب لا يفترق عن السنة لأنه الذي يأمر باتباع السنة وان الرسول