و (شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) في شطري البرزخ والقيامة.
قول فصل حول حديث الثقلين :
اولية الثقل الأكبر وكونه أفضل واكبر وأعظم من الثقل الأصغر هي في الكيان ، وأطوليته في الزمان ، والأخيرة باهرة حيث لا افول للقرآن والثقل الأصغر ميتون ف (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ).
واما التفاضل في الكيان فقد يعنى منه معنيان :
١ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو رأس الزاوية في الثقل الأصغر ، هو قبل هذه العصمة الإلهية عصم بعصمة بشرية ، مزودة بهدي رباني من روح القدس ، ثم عصم بعصمة ربانية قمة متصلة بقلبه ومنفصلة بحامل الوحي ، ومن ثم بعصمة وحي القرآن والسنة ، ووحي القرآن دون ريب هو أثقل من كل العصم التي تزود بها فانها كمقدمات وتهيئات والعصمة القرآنية هي الغاية القصوى.
إذا فالقرآن هو الثقل الأكبر ومحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأصغر ، طالما الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما حوى قلبه القرآن بكل حلقاته وحقوله ، هو اكبر من احد الثقلين ، إلّا ان حديث الثقلين يعني المقارنة بين الكيانين.
٢ ان العصمة الإلهية هي أثقل من العصمة البشرية في كل دور من ادوارها ، فضلا عن مثلثها ، فهي ـ إذا ـ اكبر منها على أية حال ، ومهما كان مجمع الثقلين أفضل من كلّ منهما ولكن الثقل الأكبر لا ريب انه أطول وأدوم.
فلا ملجأ زمن غيبة الثقل الأصغر إلّا الثقل الأكبر ، ثم الأصغر يعرف بموافقة الأكبر ، «وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».