وكيف يرتإي ان يغزى في عقر داره فيذل ، ويرشده من أصحابه إلى الخروج فلا يذل؟ ام كيف يتبع خلاف رأية وهو الحاكم بما أراه الله! ، وقد
__________________
ـ الف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس ومضى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى سلك في حرة بين حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب ذباب سيفه فاستله فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك فإني أرى السيوف ستستل اليوم ومضى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي لي الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى احد وتعبى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) القتال وهو في سبعمائة رجل وأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الرماة عبد الله بن جبير والرماة خمسون رجلا فقال : «انضح عنا الجبل بالنبل لا يأتونا من خلفنا ان كان علينا أو لنا فأنت مكانك لنؤتين من قبلك وظاهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين درعين».
وفيه اخرج ابن جرير عن السدي ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لأصحابه يوم أحد أشيروا علي ما أصنع فقالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اخرج إلى هذه الأكلب فقالت الأنصار يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما غلبنا عدو لنا أتانا في ديارنا فكيف وأنت فينا فدعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عبد الله بن أبي ابن سلول ـ ولم يدعه قط قبلها ـ فاستشاره فقال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخرج بنا إلى هذه الأكلب وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعجبه أن يدخلوا عليه المدينة فيقاتلوا في الأزقة فأتى النعمان ابن مالك الأنصاري فقال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لا تحمرني الجنة فقال بم قال بأني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وإني لا أفر من الزحف قال : صدقت فقتل يومئذ ثم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دعا بدرعه فلبسها فلما رأوه وقد لبس السلاح ندموا وقالوا بئسما صنعنا نشير على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والوحي يأتيه فقاموا واعتذروا اليه وقالوا : اصنع ، رأيت ، فقال : رأيت القتال وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل وخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى أحد في ألف رجل وقد وعدهم الفتح إن يصبروا فرجع عبد الله بن أبي في ثلاثمائة فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم فأعيوه وقالوا له : ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا وقال : إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا .. وهم بنو سلمة وبنو حارثة هموا بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي فعصمهم الله ـ