والمؤمنون الصالحون ، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)؟ فهل نزلت «وأنتم قليل» ام ضعفاء (١) كما قيل؟ وهو قول عليل يختلقه الضعفاء حيث يعارض متواتر القرآن! .. إنها كماهيه (وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) تعني القلة المستضعفة ، وهي ذلة بحساب الخلق الجاهلين ، مهما كانوا أعزة بحساب الخالق (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٨ : ٢٦).
إذا ف (أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ) هي عبارة أخرى عن (أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) تتجاوبان في عناية واحدة ، كما وتعقيبتهما واحدة : (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وقد تكون «أذلة» جمعا للذّل لا الذّل ، فهم كانوا ببدر ذلّا لله ـ وتحت ظله ـ ولرسوله دون شماس ، فلذلك نصرهم الله وهم قليل مستضعفون ، ولكنهم انهزموا في أحد لتركهم ذلّهم إلى شماسهم.
وقد يكون المعنيان معنيين وما أحسنه جمعا تجاوبا مع أدب اللفظ وحدب المعنى ، أن الله نصركم لأنكم مستضعفون خضّعا لله ولأمره.
و «أذلة» جمع قلة قد تؤيد ذلة القلة في عدّة وعدّة حربية ، وهم مع ذلك ذلّ بطوع الرسول دون شماس.
فلقد كانوا في بدر ثلاثمأة وثلاثة عشر رجلا بفرس واحد وجمال قليلة ربما ركب جمع منهم جملا واحدا وجلّهم مشاة ، والكفار هم قرابة ألف ومعهم مائة فرس بأسلحة كثيرة.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٧٨ في تفسير العياشي عن أبي بصير قال قرأت عند أبي عبد الله (عليه السلام) (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) فقال : مه ليس هكذا أنزلها الله انما نزلت «وأنتم قليل».
وفيه عن تفسير القمي في الآية قال أبو عبد الله (عليه السلام) ما كانوا اذلة وفيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانما نزل «ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء».