وأطولها ، وفي الأسطوانات والمخروطيات عن امتداد قواعدها وسهامها ، فعرض السماوات والأرض هو الأبعاد الكروية الأسطوانية.
ثم ترى ان السماوات والأرض هما بنفسهما مكان الجنة فأين ـ إذا ـ النار؟
فهل هما متداخلتان دون زحام بينهما مكانا ولا مكانة ، فهما لأهل الجنة جنة ولأهل النار نار ، كما الغارقون في النار (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) (٧١ : ٢٥) بلا زحام بين الماء والنار الكامنة فيه بتدبيره تعالى؟ وهكذا تؤول الروايات القائلة «إذا جاء النهار فأين الليل»(١) ولكنها بعد غير مرضية.
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٧٢ ـ اخرج ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال قدمت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكتاب هرقل وفيه انك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين النار؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار؟.
وفيه اخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : أرأيت قوله : وجنة عرضها السماوات والأرض ـ فأين النار؟ قال : أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال : حيث شاء الله ، قال : فكذلك حيث شاء الله.
وروى في المجمع ما رواه في الدر المنثور أولا بزيادة وهذه معارضة فيها إسقاط المسألة لأن القادر على ان يذهب بالليل حيث شاء الله قادر على أن يخلق النار حيث شاء.
أقول : وأظن ان هذا الدليل من الراوي وقد ورد في حقائق التأويل للسيد الشريف الرضي (٥ : ٢٤١). كبيان للرواية.
وعلى اية حال إذا عنى «فأين الليل إذا جاء النهار» انهما معا موجودان لوقت واحد متداخلين في أفق واحة؟ فهذا بين البطلان.
وإذا عنى ان مكانهما واحد وهما يتواردان عليه تلو بعض دون اجتماع لوقت واحد في أفق واحد؟ فهو على صحته في نفسه لا يناسب مكاني الجنة والنار إذ ليستا تلو بعض مكانا ، لأنهما معا موجودتان. وإذا عنى ان بالإمكان تداخلهما في مكان واحد وزمان واحد كما تداخل الليل والنهار مهما اختلف الزمان ، فمع ان المثال لا يكفي تمثيلا لتداخل الزمان ، فالآية لا تناسب ذلك التداخل كسائر آيات ـ