النار ، مهما كانتا قريبتين إلى بعض البعض لمكان الترائي والمناداة ، ام غريبين والترائي بينهما بسبب رباني كما نجده هنا بضعاف الأسباب الخلقية.
فقد تعني الآيتان ان مثلث السعة للجنة هو سعة السماوات والأرض (١) ويا لها من سعة لا تتصور ، ونحن بعد عاجزون عن تقدير سعة أرضنا تماما.
وأما (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) فقد تعني ما عنته من حيث الإعداد (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) ولكن الجنة موجودة الآن حسب آية النجم وما أشبهها ، مهما كانت الصالحات في الجنة كما الطالحات في النار هي المعدات للثواب والعذاب ، ولكن سبق رحمته غضبة ، وسعة رحمته أكثر من عدله تقتضي في الجنة إعدادا اكثر من النار ، كما وأن نفس الجنة بحاصلها وما سيحصل كلها من فضل الله.
وآيات خراب السماوات والأرض لا تخرّب الجنة التي هي محيطة بالسماوات والأرض ، مهما خربت جحيم البرزخ وجنّته بخراب السماوات والأرض ، حيث ينتهي دورهما بانتهاءهما ، وعلى أية حال (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وتراهم من هم ، إنهم :
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤ وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ١٣٥.
هذه المواصفات الست هي بين مثلث الإحسان ، كما (وَاللهُ يُحِبُّ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٨٩ في تفسير العياشي عن داود بن سرحان عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : إذا وضعوها كذا وبسط يديه إحداهما مع الأخرى أقول قد يعنى ذلك الوضع الوضع الثلاثي للسماوات والأرض.