الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار ، فقال : أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة»(١).
ف «رحم الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه وفي كتاب الله نجاة من الردى وبصيرة من العمى ودليل إلى الهدى وشفاء لما في الصدور فيما أمركم به من الاستغفار مع التوبة ...» (٢).
فحين يهددنا إبليس «يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما كانت أرواحهم في أجسادهم ، يتهدد بقول الله : وعزتي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني» (٣) ف «استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور» (٤) وأنت
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٩١ في أمالي الصدوق باسناده الى الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال : لما نزلت هذه الآية (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ...) صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور فصرخ بأعلى صوته بعفارية فاجتمعوا اليه فقالوا : يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال : نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال : انا لها بكذا او كذا ، قال : لست لها ، فقام آخر فقال مثل ذلك فقال : لست لها فقال الوسواس الخناس ...
(٢) نور الثقلين ١ : ٣٩٠ في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : رحم الله عبدا ـ الى ـ مع التوبة ، قال الله (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ...) وقال (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) فهذا ما امر الله به من الاستغفار واشترط معه بالتوبة والإقلاع عما حرم الله فانه يقول : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ، فهذه الآية تدل على ان الاستغفار لا يرفعه إلى الله إلا العمل الصالح والتوبة.
(٣) الدر المنثور ٢ : ٧٧ ـ اخرج احمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال قال إبليس وعزتك ... فقال الله وعزتي ...
(٤) المصدر اخرج البزاز والبيهقي في الشعب عن انس قال جاء رجل فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني أذنبت فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا أذنبت فاستغفر ربك ، قال : فإني استغفر ثم أعود فأذنب فقال : إذا أذنبت فاستغفر ربك ثم عاد فقال في الرابعة استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور.