(قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (١٥).
«قل» يا رسول الهدى والداعية إلى كل خير (أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ) فانه شر من ذلك للذين طغوا عند ربهم ، (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الحياة الدنيا إذ لم يتناسوا فيها ـ وهي حياة البعد والحجاب عن الرب ـ انهم عند ربهم وبمحضره فاتقوا.
ف (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ) ـ (عِنْدَ رَبِّهِمْ) ـ (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) واين (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الاخرى من (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الاولى ، إذ تكشف الغطاء فيها كثواب دائب بما كشفت كما سعوا في الاولى.
واين (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) ـ (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الاخرى من النساء عند ربهم في الاولى ، ثم لا خبر هنا عن خصوص البنين والأموال لأنهما كما النساء (فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) وإنما يفرد بالذكر في عالم المضايقات ثم الأموال يوم الأخرى لا حد لها ولا حساب ، وهي حاصلة هناك دون تحصيل.
وقد تعني «مطهرة» اضافة إلى الطهارة عن التدنس طهارة عن كل تنقّص أنثوي من هرم وضعف وقبح في المنظر والمعشر ، فهن يظللن مطهرات كما كن على طول خط الحياة.
ولماذا «ازواج» للمؤمنين ، لا وازواج للمؤمنات؟ قد يعنى اختصاص الذكر ـ ان كان ـ التجافي عن ذكر ازواج المؤمنات حفاظا على كرامة العفاف! ولكنهن ذكرن في مسارح النكاح مرات عدة للدنيا ، ولا عفاف عن الحلال حتى يعف عن ذكرهن في مسرح الزواج يوم الأخرى ، وعلّ (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) تعم