القبيلين كما (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) و (رِضْوانٌ مِنَ اللهِ) فلا اختصاص في شيء من ذلك بقبيل الرجال ، و «الذين» تغليب لجانب الرجال ، و «مطهرة» اعتبارا بلفظ الجمع المكسر وإبرازا أكثر لقبيل الرجال ، فإن رغبة الرجال فيهن أكثر من رغبتهن فيهم.
إذا فالنقلة الطفرة من (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) إلى (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) نقلة قاصدة الى بلورة الحياة الأخرى وركيزتها الأحرى ، فجنة الرضوان هي رضوان الجنات (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ).
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) من هم همهم الشهوات هنا وهناك مهما كانت محللة مرغبة وكثير ما هم.
ومن هم همهم (رِضْوانٌ مِنَ اللهِ) وقليل ما هم ، وهكذا يؤدبنا ربنا ويخطو بنا من شهوات الدنيا الى شهوات الآخرة ، ومنها إلى أشهى الرغبات الروحية (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ)!وهو اكبر كما (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩ : ٧).
هنا وهناك (رِضْوانٌ مِنَ اللهِ) يقابل كل الجنات وما فيها من كافة الشهيات ، تدليلا على ان قليلا من رضوان الله خير من كثير من سائر الجنات ، مهما كان (لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) فان جنة الرضوان هي الأصل والأخرى من فروعها ، كما الروح هو الأصل في الكيان الانساني والجسم فرعه.
وقد يعني (رِضْوانٌ مِنَ اللهِ) على ضوء رضوان الله عن العبد ، رضوان العبد عن الله ، ولأنه ذريعة لرضوان الله ، كما (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).