وإنما عدّي «رضوان» ب «من» حيث الأصل هو رضوان من الله عن عبده وليس العكس إلا تقدمته.
ذلك ، وإلى مواصفات للذين اتقوا عند ربهم في قال وفعال :
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) (١٧).
هؤلاء الأكارم هم في خماسية من واقعية الصفات الإيمانية بعد قولة الايمان وطلبة الغفران والاتقاء عن النيران ، دروب ثمان إلى جنة الرضوان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
والنصب في هذه الخمس على الإختصاص : أخص من القائلين (رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا ..) : (الصَّابِرِينَ ...).
وهذه الصفات تحلق على كافة الصفات الايمانية على الإطلاق ، كما وتحلق كلّ منها على سائر الخمس ، فالصابر في الله حقا هو الصادق حقا كما الصادق صابر ، والقانت حقا لله هو الصابر الصادق المنفق في الأسحار كما المنفق والمستغفر صابر صادق قانت.
ذلك ـ وفي كل صفة من هذه الخمس تتحقق سمة ذات قيمة في حياة الإيمان ، ففي الصبر ترفّع على الآلام دون انكسار وتراجع ، ثباتا على أعباء الدعوة واستعلاء على الشكوى.
وفي الصدق اعتزاز بالحق المطلق ومطلق الحق في ظلاله ، ترفعا عن ضعف الكذب وكذب الضعف فما الكذب إلا ضعفا عن ناصع الحق اتقاء عن ضرر او اجتلابا لنفع.
وفي القنوت لله أداء ـ قدر المستطاع ـ لحق الربوبية وواجب العبودية وتحقيق لكرامة النفس بالقنوت الخنوع لله الذي لا قنوت لسواه.