امر من طاعة رسوله «والرسول» رسالة من الله «فان تولوا» عن طاعة الله ورسوله ، او طاعة الله او طاعة رسوله (فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ).
هنا (يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) لا تتعلق إلا ب «فاتبعوني» فالحب الفاضي عن اتباع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو حب لا يتبع حب الله وغفرانه ، فانه تعالى يحب من يحبه إذا اتبع مرضاته ، بل وليس الحب إلا في اتباع مرضاته ، والحب الفارغ عن مرضاته فارغ عن حبه ومرضاته ، بل هو مجرد ادعاء جوفاء لا تحمل من الواقعية شطرا إلّا الدعوى.
وإذا كان حب الله لا يفيد إلا باتباع شرعته ، فبأحرى لا يفيد حب الرسول وذويه إلا بنفس الإتباع ، و «حب علي حسنة لا يضر معها سيئة» لا تعني ـ إن صحت ـ انه الحب فقط ، بل لا تأتي معها سيئة حتى تضر ، او لا تضر معها الصغائر لأنه من كبائر الحسنات كما (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً).
وقد يروى عن الصادق (عليه السلام) قوله : ما أحبّ الله من عصاه ثم تمثل بقوله:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه |
|
هذا لعمري في الفعال بديع |
لو كان حبك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع (١) |
فالحب من خلفيات الإيمان ، والطاعة من خلفيات الحب ، مثلث لا تفارق في زواياها وحواياها إلّا فصلا عن صادق الايمان.
فالناس في حب الله على ضروب شتى.
١ منهم من يؤمن به ولا يحبه نتيجة الايمان.
__________________
(١) في المعاني عنه (ع) وفي الكافي عنه (ع) في حديث قال : ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ ...) وفيه عنه (ع) لا قول إلّا بعمل ولا قول ولا عمل إلّا بنية ولا قول ولا عمل ولا نية إلّا باصابة السنة.