رُجِعْتُ إِلى رَبِّي) ثالثة ، فهل أنت بثالوثك المنحوس تستحق رحمة ربك ، والمؤمنون لا يستحقون؟
وهنا في «ربي» اختصاص لربوبيته تعالى بنفسه كأنه ليس ربأ لسواه ، وفي «إن لي للحسنى» تاكيدان اثنان أن له حسنى الحياة ، ولماذا هذه الإشراكة بالله ، ونكرانه يوم لقاء الله ، إذا فالموحدون المؤمنون هنالك يحرمون ، وهؤلاء الغباوى يكرمون؟ (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)!.
(وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ)(٥١).
وهذه حالته الغفلانة الرديئة إلّا من هداه الله.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)(٥٢).
فهلا يكون ذلك احتمالا يستحق الاحتياط ، فما ذا أخذتم لأنفسكم من وسائل الاحتياط ، فإن لم يكن القرآن من عند الله فنحن وإياكم شرع سواء ، لا يضرنا ما صمنا وصلينا ، ولا ينفعكم متعة الحياة الدنيا.
وأما إن كان من عند الله كما تدل عليه دلائله (ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) فمن أضل منكم حيث عشتم في شقاق بعيد.
وذلك دليل عند فقدان الدليل ، أم تعنّت خانق أمام الدليل ، لا ينكره حتى المجانين ، فالأخذ بالحائطة طريقة العقلاء ، حيث الاحتياط طريق النجاة ، كلما كان المحتاط له أهم فالاحتياط له أتم وأعظم.
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)(٥٤).
هنالك آيات ترى بعين الفطرة والعقل والحس أمّاذا من جوارح